قرابة المئة وخمسين عاما تمر اليوم على أكثر قصص الأطفال غرابة وإدهاشا عبر
التاريخ. فتن بها الصغار والكبار، ترجمت إلى كل لغات العالم بما فيها العربية، تبنتها السينما والمسرح، وكافة الفنون البصرية كأفلام الأنيمي والسلاسل والرسومات المصورة، كتبت حولها الأطروحات والدراسات، ومازال المفتونون بها يقولون إنها لم توف حقها.. إنها “أليس في بلاد العجائب”.
تبدأ حكاية هذه الرواية الأعجوبة مع غرابة شخصية مؤلفها تشارلز دودغسون (1832 – 1898) وهو كاتب وعالم رياضيات ومصور فوتوغرافي إنجليزي. متدين وشديد الخجل والانطواء، حتى أنه، ولكثرة نفوره وتهربه من الشهرة، كتب روايته باسم مستعار وهو لويس كارول
.
القصة الأصلية التي كتبها كارول، عن فتاة مشاكسة تتعرض للأتعاب بسبب فضولها وتمردها على الأنماط التقليدية المعتادة، وهي لا تبتعد كثيرا عن أجواء فيلم الرسوم المتحركة الذي أخلص للرواية الأصلية، وأنتجته شركة والت ديزني عام 1951 وحظي، ولا يزال، بنسبة مشاهدة عالية ونال الكثير من الجوائز والتقديرات.
كانت الأخت الكبيرة في الحديقة تقرأ لأليس من كتاب التاريخ، لكن هذه الأخيرة لم تكن تصغي لأن الكتاب كان مملا بالنسبة لها فهو خال من الصور والحوارات ثم إن طريقتها في السرد لم تكن مشوقة بما فيه الكفاية، الأمر الذي يجعل أليس الصغيرة تشرد بخيالها وتستحضر عالما موازيا وأكثر ثراء وغرابة وسحرا مما تنصت إليه.
بدأت أليس تتخيل عالمها الخاص أين يكون “المنطق غير منطقي وغير المنطقي منطقيا”، وفق فلسفتها الخاصة والمتفردة. وفجأة ظهر أرنب أبيض يرتدي معطفا ناصعا من الفرو. أخذ الأرنب ساعة من جيبه وهرع مستعجلا، ولكن فضول أليس جعلها تلحق به لمعرفة سبب استعجاله، فتبعته إلى داخل جحره لكنها سرعان ما بدأت بالبكاء لأنها وجدت نفسها أمام باب مغلق
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.